رواية اخر نساء العالمين الفصل السابع 7 الجزء الثاني بقلم سهيلة عاشور
Part 7
عندما فُتح الباب صُدم مصطفي بشده فإذا بتلك المرأه التي تُسمى حسنات تقف امامه وهي ترتدى احدى عبائتها والتي كادت ان تتمزق من ضيقها وشعرها التي جعلته مفرودا بفعل اداة المكواه ووضعت حجابها كزينه وليس حجابا بالطبع وليس بوسعي الحديث عن مستحضرات التجميل التي تملئ وجهها ولكن للحق فكانت دائمة الاهتمام بجسدها لتظهر اصغر سنا واكثر انوثه وكانت الرجال تأكل جسدها بأعينهم (حفظنا الله جميعا من فتنة الجسد).... نظر لها مصطفي بتعجب من مظهرها والتي من الواضح انها قضت الكثير من الوقت من ترتيبه وايضا لزيارتها لهم وخصوصا انه يعلم ما حدث معها هي وزهره بالأسفل
حسنات بإبتسامه لزجه: اي يا اخويا هتفضل موقفني على الباب وعمال تبص فيها كده
مصطفي بإدراك: خير يا ست حسنات
وعندما نطق مصطفي بإسمها حتى هرولت زهره سريعا تجاه الباب وورائها يونس ونظروا لها بتعجب وبالطبع زهره كادت ان تنف-جر من الغضب والغيره وهي ترى نظرات تلك الشمطاء لزوجها
زهره بغيظ: خير يا طنط.... اي السر الزياره الغير مرغوب فيها دي
حسنات بمكر: الكلام مش هينفع على الواقف كده دا عاوزه قاعده.... جيه لسي يونس في خير ان شاء الله
زهره بغيظ: وهو اللي زيك هيجي من وراه خير
كادت ان تهم بطردها ولكن قبض يونس على يدها وهو ينظر لها نظرات ذات مغزى: دي في بيتنا برضو يا زهره.... اتفضلي يا ست
دلفت بجوار زهره وهي تسير بميوعه مما اثار غضب زهره اكثر ولكنها تحاملت من اجل زوجها... اما مصطفي فكان يتابع الموقف وهو يحارب كي يكبح ضحكاته... اتجهم نحو اقرب كرسي وجلست عليه ومن ثم جلسوا حولها على إحدى الارائك زهره بالقرب منها ومن بعدها يونس وقبالتهم مصطفي والذي كاد ان يخت-نق من كثرة كبح الضحك ساد الصمت قليلا مما اثار مللهم
يونس: تشربي اي يا ست
حسنات بنبره انثويه (صوت شتوي): ولا حاجه يا سيد الرجاله... لو امكن بس كوباية ميه
زهره بغيره: الميه مقطوعه.... ما تخلصي يا ست انت وتقولي عايزه اي عندنا مصالح عاوزين نخلصها
حسنات ببرود: على رأيك انا برضو عاوزه ادخل في الموضوع على طول.... شوف يا سي يونس انت عارف انا كنت متجوزه راجل كبير اوي في التجاره بس ربنا مكنش مديله قدره يخلف وكمان كان اكبر مني في السن كتير كنت عيله وقتها وما-ت وسابلي العماره دي وكام عماره تانيه بسكنهم وباكل منهم عيش
يونس بحنق من مقدماتها الممله: عارف يا ست حسنات الله يرحمه ويحسن اليه... ياريت تدخلي في الموضوع على طول
حسنات بنظراث ثاقبه تتفحصه من اعلاه لأسفله بوقاحه مما جعل مصطفي يُدمع من كثرة الضحك وما زاد حنق زهره منها: قوم انا يا اخويا من يومها وانا قافله بابي لكل اللي يجي طالب قرب وانا لسه صغيره وزي ما انت شايف كده.... اعقبت بمد يدها تتحسس جسدها وكأنها ترسم منحياتها بيديها: حلوه وزي القمر وصحتي زي الفل... قلت لنفسي يا بت الجواز ولا هو ولا هو حرام صح ولا اي سي يونس
يونس في سره: يارب تتجوز اهي تحل عني.... ثم قال لها بهدوء: ايوه طبعا
حسنات بإبتسامه: وانا طول عمري جد ولا بعرف اللف ولا الدوران.... ثم اكملت بنبره تملئها الحس الانثوي وهي تنظر داخل عينيه: من اول ما شفتك يا سي يونس وانا مش عارفه اتلم على نفسي شيفاك قدامي على طول وريداك راجل ليا... بالمختصر كده عاوزه اتجوزك يا يونس
عم الصمت والصدمه على وجه جميع الجالسين..... فيونس كان يجبس كمن سكب عليه ماء مثلج لا يعرف ماذا يقول او ماذا يفعل فمن الاساس لم يعبر الكثير من الوقت في محاولته ليرضي زهره ويطفي نير-ان غيرتها عليه.... اما مصطفي فقد اتسعت عينيه من الصدمه فلم يكن يتوقع ابدا انها جريئه لتلك الدرجه ولكنه صمت وظل يوزع بصره بين الجالسين.... اما زهره فكفى لهذا الحد هبت من مكانها وقد احمر وجهها الحليبي سريعا وبدأت عروق وجهها في البروز وشعرت بنيران قد تدقت بداخل جوفها ولم ترى امامها سوى تلك اللعينه وهي تجلس تناظر زوجها بنظرات شهوانيه راغبه فإذ بها تنقض عليها تجذبها من شعرها وتضربها على وجهها تاره وتقضم كتفها بأسنانها الصغيره تاره اخرى وحسنات تصرخ اسفلها لكي ينجدها احد
زهره بغيره قد اعمتها: جايه لي بتقولي... عاوزه تتجوزي جوزي... دا انا همو-تك في ايدي... دا انا مش طيقاكي من وقت ما جينا اي البجاحه اللي فيكي دي دا انت قد امه
اقترب منها يونس سريعا في محاوله منه ليحملها عنها ولكن زهره كانت تتمسك بها بقوه وهي تجذب شعرها بقوه ومع حمل يونس لزهره فقد جذبها بقوه وسرعه في نفس الوقت فإذ بشعر حسنات كاملا في يد زهره وتجلس امامهم رأسها اقرع مما جعل مصطفي ينام ارضا وهو يضحك بصوت عالي ودموع عزيره حقا انه يضرح ضحكا
يونس بصدمه: يا نهارك اسود انت خلعتي راسها يا زهره
زهره بغيظ: خلعت راسها ازاي يعني يا يونس نزلني اوعى... دي بروكه وقال اي ماشيه تتغندر بيه يمين وشمال وطلعت في الاخر بروكه الله اعلم مخبيه اي تاني.... يلا يا وليه من هنا غوري من وشي لو شفتك في وشي تاني هولع فيكي واخلص منك
قامت حسنات وقد جذبت من يد زهره شعرها المستعار وهي تنظر لها بكره والم في جسدها من صفعاتها وعضاتها قائله لها بثقه: مفكره باللي عملتيه دا خدتيه منه هتجوزه... وهشوف يا انا يا حتت عيله زيك
قالت اخر كلماتها وقد هروبت سريعا على السلم وكادت زهره ان تذهب ورائها ولكن امسها يونس واحكم يده فوق كتفها لكي يثبتها في مكانه وكانت تتحرك بعشوائيه وغضب وهي تصرخ به ان يتركها
زهره بغضب: اوعى يا يونس.... سبني اطلع روحها في ايدي... سيبني عليها بقلك
يونس وهو يمثل الحده: خلاص بقا.... في اي يا بت مفيش حد قادر عليكي ولا مالي عينك ولا اي اتهدي بقا هديتي حيلي
زهره بصدمه: انا يا يونس!..... دي واحده جايه تقول قدامي صورتك مش بتفارق عينها وعاوزه تتجوزك انت شفتها كانت بتبص عليك ازاي يا يونس دي كلتك بعنيها.... دا انا لو طلعت اجيب حاجه من البلاكونه وخصله من شعري باينه بتعملي جنازه.... دي جايه بتقلك عاوزه تتجوزك كنت عاوزني اعمل اي يعني هاا اتحزم وارقص
قال مصطفي وهو يحاول ان يقول من رقدته ولا زال يضحك: لا كنتي تقومي تبلي الشربات
يونس بغيظ: مش وقتك يا مصطفى... اي شغل العيال دا مش عاوف تمسك نفسك شويه
مصطفي بضحك: يا عم اديني ماشي اهو... هسيبكوا تصكفلوا سوا
يونس بتساؤل: لي انت رايح فين
قال وهو يخرج سريعا من باب المنزل: رايح اجيب المأذون
اغلق الباب سريعا ولا زال يقهقه بشده... اما زهره فكادت ان تبكي من فرط غضبها وغيرتها عليه فكيف لتلك المرأه العجوز العجريه ان تجلس امامي وهي تستعرض جسدها لزوجي وتطلب منه الزواج... كيف لها ان تنظر له بتلك الطريقه فلازلت انا لهذه اللحظه اخجل من النظر اليه بتلك الطريقه....فرت دمعه هاربه من عينيها ويونس يتابعها وقد المه قلبه كثيرا من اجلها فهو يعلم تمام العلم هذا الشعور تخيل وقت ما جاء اللعين ضاحي وحاول ان يتقدم لزواجها يتذكر شعوره حينها فكاد ان يتوقف قلبه عن دقاته لمجرد تخيلها مع غيره يا الله حبيبتي عانت كثيرا... نظر لها بحب وقد امسك يديها وجلس واجلسها بجواره ولا زال يتألها بتفحص وحب
يونس بنبره حنونه: زهره... يا زهرتي
زهره بعبوس وقد ادارات وجهها للناحيه الاخرى:....
يونس بإبتسامه: يهون عليكي يونس مترديش عليه.... دا انت الهواء اللي بتنفسه يا زهره انا عايش في الدنيا علشانك انت ومصطفى معدش ليا غيركم في الدنيا يا حبيبتي
زهره بحزن: انا مش عارفه هما مستكترينك عليا ليه..
يونس بحب: وحتى لو انت مالك بيهم... اللي تقول تقول واللي تفكر تفكر المهم انا عاوز اي وانا مش عاوز حاجه في الدنيا غيرك يا حبيبتي
نظرت له بعينيها التي باتت تلمع تلقائيا عندما تنظر له: هو انت ممكن تتجوز عليا يا يونس
يونس بإبتسامه هادئه: يا بت بقلك بحبك يا زهره... مقدرش اشوف نفسي مع غيرك اوعي في يوم تفكري اني ممكن اكون لغيرك... انت عمري كله يا زهره ربنا عالم بحبك ازاي
قربها اليه لتكن بداخل أحضانه فأستسلمت له على الفور وهو يملس على ظهرها بحنان وقد فك وساق حجابها وشد ربطة شعرها لينسدل امامه بلونه الطبيعي الذي يعشقه بشده وظل يبثها بكلمات الحب ويدللها ويضحكها وهذا جعلها تهدأ قليلا.......
**********************************
في منزل حسنات
دلفت للمنزل وهي تدب الارض من كثرة غضبها وثورتها تشلح عنها حجابها الغير موجود من الاساس وتنظر لنفسها بقهر في المرأه فأصبح مكياجها وشعرها المستعار مبعثر للغايه.. ظل نظرها زائغ بتحسر على نفسها ومن ثم جائت صورة يونس امامها فتملك منها الجبروت وظلت تتوعد بداخلها
حسنات بغل: بقا عملالي فيها الشحات مبروك انا بقى هحسرك عليه اما خليته يسيبك ويجيلي زاحف دا انا حسنات اللي بيتهزلي شنبات حتة بت معصعصه زيك تعمل فيها كده.....
************************************
في سيارة حسام
كان يقود السياره ووجهه عابس للغايه وتجلس بجواره هبه وفي الكرسي الخلفي زياره لأصدقائه منا تشتهي الانفس من ملابس وطعام شهي وغيره فهذه عاداتهم وقد قرر ان يعاونهم بشكل غير مباشر بتلك الطريقه.... كانت هبه تنظر لها بحزن فهو غاضب بشده بسببها تعلم انه لم يكن في حسبانه ان يؤذي اباها هو فقط يشعر بالخوف عليها والبطبع لديه كل الحق ولكنها مع الاسف ابنه صالحه لاب لا يعرف للرحمه طريق... ترددت كثيرا ولكنها في النهايه تغلبت على خوفها.... اقتبرت منه ووضعت كف يدها على ذراعه وهي تنظر له بتوتر
هبه: حسام.... انت زعلان مني؟
حسام بزفر: لا عادي... مشتغليش بالك
هبه بحزن: بس انا والله مش قصدي ازعلك يا حسام.... بس دا برضو ابويا غصب عني بجد
اوقف السياره فاجأه مما جعلها تتعحب وتنظر له بترقب... قرب يده لوجنتيها وملس عليهم برفق
حسام بزفر: متزعليش مني يا هبه... غصب عني لمجرد اني تخيلت انه كان ممكن تروحي مني مقدرتش اتحكم في اعصابي متزعليش مني
هبه بإبتسامه: مش زعلانه منك
حسام بإبتسامه: ربنا يخليكي ليا يارب.... ثم اكمل بجديه: بس برضو موضوع ابوكي دا ملكيش دعوه بيه خالص ومتخافيش مش هأذيه.....
**********************************
#الكاتبه_سهيله_عاشور